وكالة مهر للأنباء - يشتهر متحف "بيت مقدم" بمجموعة ثمينة من المقتنيات التي يجمعها من كل أنحاء العالم، لا يتميز المنزل بخصوصية عمرانية مميزة كما يشهر البرفسور بوب في مقال له نشر في خمسينيات القرن الماضي يوضح فيه أهمية هذا البيت التراثي.
يعود البيت المتحف لاستاذ التاريخ الايراني محسن مقدم ابن "احتساب الملك " رئيس بلدية طهران في عهد ناصر الدين شاه القاجاري، اهتم مقدم بالتاريخ والآثار، دأب في حياته على جمع الأشياء القديمة والآثار المسروقة بهدف حفظ تراث البلاد.
كان الاستاذ مقدم من رواد علم الآثار في إيران وشارك في مجموعات التنقيب والترميم الأولى في البلاد، بنى منزله مع زوجته ليتميز بآثاره التاريخية وحديثة الايرانية واليابانية المأخوذة من العمارة الافرنجية والقاجارية المتراصفة جنباً إلى جنب في رخام هذا المنزل.
عندما كان صاحب المنزل على قيد الحياة، كان المنزل يستقبل كل من يقرع الباب ليشاهد التحف الأثرية، بعد وفاة أصحاب المنزل أصبح الحاج غلام حسن حارس المنزل أميناً عليه ثم تم تسليمه لجامعة طهران ليتحول لاحقاً إلى متحف يفتح أبوابه للجميع.
يتضمن متحف مقدم صالة لتسجيل الأحداث والوقائع التاريخية، حيث كانت مكاناً للدراسات والنشاطات العلمية واستقبال الضيوف. هذه الصالة تعرض حالياً لزوارها باعتبارها حلقة في المسيرة المتواصلة للمعالم الأثرية والتاريخية في ايران، مما يؤشر على وجود معالم ثقافية شتى في مختلف الفترات والعقود التاريخية التي شهدتها ايران. وتشتمل هذه الآثار على انواع الفخاريات والأدوات المصنوعة من الحجر والأدوات البرونزية وكذلك أنواع الآثار من الزجاج والأختام وبصماتها ومقتنيات معدنية أخرى.
في باحة المنزل تتوزع الأشجار وأحواض الماء بشكل متناسق يزيده الربيع رونقاً، يتسم المكان بالهدوء على الرغم من الضجيج القادم من الشارع المجاور، بعض الزوار يجلسون على المقاعد لازالوا مدهوشين بروعة المكان ذي الهوية الخاصة والمميزة مقارنة بالبيوت التاريخية الأخرى في منطقة ساحة الامام الخميني (ره).
منزل الاستاذ مقدم لم يصبح متحفاً فقط بل إنه مركز للبحث ودراسة الأشياء القديمة يأتي إليه الطلاب لتسجيل مشاهداتهم العينية.
من محاسن متحف بيت مقدم هو قربه من وسط المدينة المزدحمة، يمكن للزائر الوصول بسهولة إلى المتحف الذي يفتح أبوابه حتى الساعة الرابعة عصر من كل يوم. /انتهى/
تعليقك